الأربعاء، أغسطس 30، 2017

إليكَ..

أدركتُ بعد أن أغلقت سماعة الهاتف أن سؤالي لك كان غبيا حين قاطعتك : وكيف يصلكم خبر الإفراج عن أحدهم ...
كان علي أن أعرف دون أن تتكلم.. أو أتوقع على الأقل أن نبأً مثل هذا لابد أن تهتز له أرجاء المكان وتضج به الزنازين والممرات تصفيقا وصراخا، لتنتقل الفرحة بسرعة الضوء عبر كل الجدران و الأبواب.
و كان من البديهية أن أدرك أنها اللحظة الوحيدة التي توحدكم على جميع اختلافاتكم و خلافاتكم..
إنها الفرحة الجنونية التي لايستطيع أحدكم أن يستفرد بها مع أصدقائه دون الغرباء ولا يستطيع أن يجمح نفسه عن تقاسمها مع كل من يراه حتى مع سجانٍ يبغضه.
إنها اللحظة الحلم التي يشعر فيها أنه نُصّب ملكا على الدنيا بما فيها..
أو أنه كان في عالمٍ خارج نطاق الزمان قد طال به المكوث فيه فأذّن مؤذن أن آن له أن يبعث من جديد. إنها نشوة العودة للحياة تزهر في صدره وعلى تقاسيم وجهه كأمّ أعيد لها طفلها بعد أن يئست من عودته.
الآن أستطيع أن أشعر أكثر ..كم تحترقون أضعاف مانظن في انتظار تلك البشرى.

هناك تعليق واحد: