"هم لا يدرون كم يؤذيني وكم يجرحني في الأعماق حين التفت فأجد أحدهم يحدق بي ويضع يده على فمه قد أصبحت أشعر دون أنظر إلى من يغطي فمه عند رؤيتي ولو من بعيد
إنه لشعور قاس جدا أن تكون نظرات الناس تذكرك بعيب فيك أو مرض أنهكك حين تخرج من بيتك أملا في تناسيه ...
أكرههم أكره كل من لايسيطر على نفسه و يجرحني " قالتها وانهارت باكية أمام طبييبها.
علمني مجالي أن لا أطيل النظر بشخص يعاني من أي إعاقة أو مشكلة واضحة وإن كان غير واعٍ عقليا لإن ذلك إن لم يؤذِه فسيؤذي حتما مشاعر أهله.
اعتدتُ أن أصادف من الاعاقات الشاذة والتشوهات المعقدة الظاهرة للعيان فأكتفي بنظرة واحدة ولا أبدي للمريض ولا لمن معه أنني لاحظت شيئا وإن كان ملاحَظا جدا، لإنني أظن انها الطريقة الوحيدة لاخبار ذلك المريض بأنه كبقية الناس العاديين الذي يروحون ويجيئون دون أن ينتبهوا لبعضهم ودون أن يدققوا بملامح بعضهم لأنهم جميعا يتشابهون بالنهاية، إن شخصا يعاني من عيب ظاهر في جسده ليبحث في أعين الناس عن من يقوله له ذلك بنظرة عابرة غير مكررة،
عن وجه لايستغرب من منظره ولا يشفق عليه ولايزدريه ولا يجعل منه مشهدا شديد الغرابة لايستطيع تحويل نظره عنه، إنه ليقلب في الوجوه بحثا عن من يقول له أنت ككل هؤلاء الناس الغرباء عن بعضهم الغير مختلفين كثيرا فكلهم لهم عيوبهم ومشاكلهم و أمراضهم الظاهرة والباطنة و كلهم بشر عاديون .. أنت منهم ولا تقل عنهم بل ربما أنت أجمل وأطهر باطنا منهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق