الجمعة، مايو 10، 2013

يوم في سيارة الإسعاف

اليوم هو يوم استثنائي من أيام حياتي العملية .. فماكن يخطر لي ببال يوما وأنا التي تعودت على العمل في هدوء واطمئنان بالعيادات التخصصية.. أن يقال لي اذهبي لتغطية ممرضة طوارئ.. وما أدراك ما الطوارئ.. لم أدخل الطوارئ كممرضة منذ كنت طالبة في سنوات التدريب وكانت أسابيع قليلة نتعرف فيها على طبيعة العمل باختصار هناك. لذا فليس لدي أي خبرة في مهارات تمريض الطوارئ المختلفة كليا عن العيادات حيث نقدم الرعاية لمرضى مستقرون صحيا. فكانت أشبه بالصدمة بالنسبة لي ولزميلاتي رغم أنه يوم واحد.
كانت الصدمة أكبر حين علمت أن سيارة الإسعاف هي المكان الذي ينتظرني و سأغطيه اليوم بأكله و بمفردي بدون صحبة أيا من ممرضي الإسعاف الأصليين.
ذهبت في الرحلة الأولى بصحبة ممرضة الاسعاف الوحيدة  لرؤية ما علي القيام به  كانت ذات بنية رجالية  خشنة فهي جنوب افريقية طويلة جدا وتتمتع بعضلات قوية تعينها على طبيعة عملها عكسي تماما فقد بديت ابنتها الصغرى!
بدا علي الخوف  من بداية جلوسي في بطن السيارة الحمراء فقد أحكمت حزام الأمان جيدا وأنا استمع لشرح المسعفة سيرينا.. وأتذكر كلام زميلتي عن قوة الخض التي تحدثه سيارة الاسعاف للجالس في دفتها  , تأكدت أنني لن  أتزحزح من مكاني  بإذن الله
فشعرت بالارتياح 
 
 استأنفت باقي الرحلات بصحبة سائق الاسعاف المتعاون  فكان المعين الوحيد في نقل وحمل المرضى معي.
مضى نقل مرضاي بسلام وأمان نقلت عجوزا من بيتها إلى وحدة غسيل الكلى.. وكان علي إعادتها للمنزل بعد انتهائها من الغسيل ومراقبة حالة أثناء النقل , كانت عجوزا ظريفة في تعليقاتها و وتساؤلاتها البريئة "إلى أين تأخذونني"  عكس ما أخبرني السائق بأن أتوخى الحذر منها فقد تبادرني الهجوم بضربة . أصرت علي أن لا أن تركها برهة.. 
ثم نقلت طفلة بل ليست طفلة .. تبدو كذلك فقط  هي فتاة مشلولة بشلل رباعي تعيش على التنفس الاصطناعي  نقلناها من المشفى إلى بيتها.
ومن حسن حظي أن تكلفت المسعفة سيرين برحلتين أخريات. لينتهي اليوم بسلام.
كانت تجربة مميزة لن أنساها
كتبته 17  4 2013