صوت المصعد ونغمته المعهودة ترتفع معلنة وصوله الى الطابق الثاني
يُفتح بابه المعدني لتخرج وهي تمشي بصعوبة والألم الذي يسكن جسدها يحث خطواتها على المواصلة نحو مدخل العيادة
تتذكر الجلسة الماضية وكيف كانت فعّالة في تخفيف ألم ظهرها الحاد المزمن والذي ينغص عليها حياتها اليومية, فتحاول الإسراع قبل أن يزدحم المكان بالمرضى لكن وزنها الثقيل يقيّد حركتها
تسرع قليلاً لتتزايد ضربات قلبها وتحاول التقاط أنفاسها وهي تمد بطاقة الضمان الصحي لموظفة الاستقبال قائلة لدي موعد في عيادة الألم لو سمحتِ
تقصدين الإبر الصينية
نعم
لكن يا خالة صدر قانون جديد يقول أن بطاقة الضمان لم تعد تغطي جلسات الإبر الصينية وعليكِ دفع 240 درهم للجلسة الواحدة إن أردتي.
لكنني حضرت الأسبوع الماضي ولم أدفع شيئاً وأعطاني الطبيب هذا الموعد لحاجتي الماسّة له
أعلم يا خالة لكن اسمحي لي فهذا حسب القانون الجديد وليس بيدي
أخذت بطاقة الضمان ونظرت اليها بإحباط ثم فتحت حقيبتها المتواضعة والقتها فيها ولسان حالها يقول سُحقا لك من بطاقة
ماذا تغطين وماذا تضمنين إذن !
إذا كان ألمي الذي أقاسيه من سنين لايدخل في حسبتك !
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذا بعض من معاناة المرضى مع التأمين الصحـي
وهذه آخر تحديثاتهم وتبرأهم من تغطية الكثير من الإجراءات وأنواع العلاج لمرضى بطاقة ضمان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق